اشارت صحيفة "فاينانشال تايمز" في تقرير بعنوان "حلفاء الخليج يدعمون الحكام العسكريين الانتقاليين في السودان"، الى إن الحلفاء الخليجيين للرئيس السوداني السابق عمر البشير يهددون بالحيلولة دون العودة للحكم المدني، وذلك بتقديم الدعم الاقتصادي للمجلس العسكري، الذي ينظر إليه المتظاهرون على أنه جزء من النظام السابق. وحشدت المعارضة مظاهرات ضخمة يوم الخميس للمطالبة بتسليم الحكم إلى إدارة مدنية، ولكن الدعم المادي من السعودية والإمارات، الذي تعهدت به الدولتان بعد تسعة أيام من الإطاحة بالبشير، خفف الضغط على المجلس العسكري الانتقالي، بحسب التقرير.
وتعهدت الدولتان بتحويل 500 مليون دولار للبنك المركزي السوداني لدعم احتياطي النقد الأجنبي الذي يوشك على النفاد. كما سترسل الدولتان أغذية وأدوية ومنتجات نفطية تبلغ قيمتها 2.5 مليار دولار.
وقالت روزاليند مارسدن، سفيرة بريطانيا السابقة لدى السودان، للصحيفة إن الدعم الخليجي للمجلس العسكري "يُعتقد أنه يهدف في المقام الأول إلى بقاء القوات السودانية في الحرب في اليمن، وهو ما أكده المجلس العسكري سريعا".
وبحسب التقرير، فإن رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان لعب دورا رئيسيا في نشر القوات السودانية في اليمن عام 2015. واوضح أن البشير حصل على أموال مقابل نشر القوات السودانية في اليمن منذ أربعة أعوام في الوقت الذي شهد الاقتصاد السوداني تدهورا كبيرا إثر حرمانه من ثلاثة أرباع دخله من النفط بعد انفصال دولة جنوب السودان.
ولفت التقرير إلى ان المساعدات الخليجية الجديدة ستخفف الأزمة الاقتصادية في السودان، ولكنها أغضبت المتظاهرين الذين يرفضون حصول الحكومة العسكرية المؤقتة على دعم مادي أجنبي.
ورفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالمجلس العسكري الانتقالي، ولكن الاتحاد الأفريقي، الذي يرأسه حاليا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مدد المهلة للمجلس العسكري المؤقت لتسليم السلطة لحكام مدنيين إلى ثلاثة أشهر.